~[ عدد المشاركات [~ : 639 ~[ تاريخ الميلاد [~ : 19/12/1989 ~[ تاريخ التسجيل [~ : 29/10/2011 ~[ العمر[~ : 34
موضوع: أبو الدرداء رضي الله عنه الإثنين فبراير 20, 2012 12:24 pm
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أبو الدرداء
هو الفارس الحكيم أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخز رجي صاحب رسول الله . وكان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلامًا ، وكان يعبد صنمًا، فدخل ابن رواحة ومحمد بن مسلمة - رضي الله عنهما - بيته فكسرا صنمه ، فرجع فجعل يجمع الصنم ، ويقول : ويحك! هلاَّ امتنعت ! ألا دفعت عن نفسك . فقالت أم الدرداء : لو كان ينفع أو يدفع عن أحد ، دَفَع عن نفسه ونفعها .
فقال أبو الدرداء : أعِدِّي لي ماء في المغتسل . فاغتسل ، ولبس حلته ، ثم ذهب إلى النبي ، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً ، فقال : يا رسول الله ، هذا أبو الدرداء ، وما أراه إلا جاء في طلبنا . فقال : " إنما جاء ليسلم ، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم ".
منزلته و فضله
لأبي الدرداء المكانة العالية و المنزلة المرموقة بين صحابة النبي ؛ قال عنه رسول الله يوم أُحد : " نعم الفارس عويمر". وقال عنه أيضًا : "هو حكيم أمتي".وقد كان أحد أربعة جمعوا القرآن كله في عهد النبي ؛ فقد روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : "مَاتَ النَّبِيُّ وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ : أَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، و َأَبُو زَيْدٍ ".
أثر الرسول في تربيته
كان للنبي الأثر الأكبر في تربية أبي الدرداء ، وقد كان الحبيب يوصيه كثيرًا بما يجلب عليه الخير في الدنيا والآخرة ؛ ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال : " أوصاني حبيبي بثلاثٍ لن أدعهن ما عشت : بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى ، وبأن لا أنام حتى أوتر".
وروي أن عمر بن الخطاب دخل على أبي الدرداء فدفع الباب فإذا ليس فيه غلق ، فدخل في بيت مظلم فجعل يلمسه حتى وقع عليه ، فجسّ وسادة فإذا هي برذعة ، وجسّ دثاره فإذا كساء رقيق . قال عمر : ألم أوسِّع عليك ؟! ألم أفعل بك ؟!
فقال له أبو الدرداء : أتذكر حديثًا حدثناه رسول الله؟
قال : أيُّ حديث؟
قال : " ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ".
قال: نعم.
قال : فماذا فعلنا بعده يا عمر؟
قال : فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا .
من ملامح شخصية أبي الدرداء
الزهد في الدنيا
قال أبو الدرداء : ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد ، ما أقول : إن الله لم يحل البيع ويحرم الربا ، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
علمه
عن يزيد بن عميرة قال : لما حضرت معاذ بن جبل الوفاة ، قيل له : يا أبا عبد الرحمن ، أوصنا . فقال : " التمسوا العلم عند عويمر (أبي الدرداء) ؛ فإنه من الذين أوتوا العلم ". وقد ولي أبو الدرداء قضاء دمشق ، وكان من العلماء الحلماء الألِبَّاء .
حاله مع ربه
عن أبي الدرداء أنه كان يقوم من جوف الليل ، فيقول : " نامَتِ العُيُونُ ، وَغارَتِ النُّجُومُ ، وأنْتَ حَيٌّ قَيُّوم ". وعن أبي الدرداء قال: " لأَنْ أقول : الله أكبر مائة مرة أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار".
خوفه وخشيته
قال أبو الدرداء : " أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث : أضحكني مُؤمِّل دنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك بملء فِيهِ ولا يدري أرضي الله أم أسخطه ؟! وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي الله ، ولا أدري إلى الجنة أم إلى النار؟!".
وقال أبو الدرداء لبعيرٍ له عند الموت: " أيها البعير، لا تخاصمني إلى ربك ؛ فإني لم أكُ أحمِّلك فوق طاقتك ".
حرصه على الأخوة في الله
كان أبو الدرداء يقول : أعوذ بالله أن يأتي عليَّ يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة ، كان إذا لقيني مقبلاً ضرب بين ثديي ، وإذا لقيني مدبرًا ضرب بين كتفي ، ثم يقول : يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة . فنجلس فنذكر الله ما شاء ، ثم يقول : يا عويمر، هذه مجالس الإيمان .
و لما قيل لأبي الدرداء : ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا ؟ قال : " إنما أبغض عمله وإلاَّ فهو أخي ، وأخوة الدين أوكد من أخوة القرابة ". و كان أبو الدرداء يقول : " إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي ، أسمِّيهم بأسمائهم ".
حرصه على الدعوة إلى الله
عن رجل من النخع قال : سمعت أبا الدرداء حين حضرته الوفاة قال : أحدثكم حديثًا سمعته من رسول الله، سمعت رسول الله يقول : " اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، واعدد نفسك في الموتى ، وإياك ودعوة المظلوم ؛ فإنها تستجاب ، ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوًا ، فليفعل".
من مواقفه مع الصحابة :
موقفه مع سلمان الفارسي
روى البخاري بسنده عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال : آخى النبي بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء مُتبذِّلة ، فقال لها : ما شأنك ؟
قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا .
فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا ، فقال : كُلْ.
قال : فإني صائم .
قال: ما أنا بآكل حتى تأكل .
قال : فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ، قال : نَمْ. فنام ثم ذهب يقوم ، فقال : نَمْ . فلما كان من آخر الليل ، قال سلمان : قم الآن . فصليا ، فقال له سلمان : " إن لربك عليك حقًّا ، ولنفسك عليك حقًّا ، ولأهلك عليك حقًّا ، فأعطِ كل ذي حق حقه ". فأتى النبي فذكر ذلك له ، فقال النبي : " صدق سلمان ".
موقفه مع أبي بن كعب
عن أبي الدرداء قال : جلس رسول الله يومًا على المنبر، فخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أبيّ بن كعب ، فقلت له : يا أبيّ ، ومتى أنزلت هذه الآية ؟ قال : فأبى أن يكلمني . ثم سألته ، فأَبَى أن يكلمني حتى نزل رسول الله، فقال أبيّ: ما لك من جمعتك إلا ما لغيت . فلما انصرف رسول الله جئته فأخبرته ، فقلت : أَيْ رسول الله ، إنك تلوت آية وإلى جنبي أبيّ بن كعب ، فقلت له : متى أنزلت هذه الآية ؟ فأبى أن يكلمني ، حتى إذا نزلتَ زعم أبيّ أنه ليس لي من جمعتي إلا ما لغيت . فقال: " صدق أبيّ، إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ".
من مواقفه مع التابعين :
موقفه مع أهل الشام
عن الضحاك قال: قال أبو الدرداء : يا أهل دمشق ، أنتم الإخوان في الدين ، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء، ما يمنعكم من مودتي ، وإنما مؤنتي على غيركم ، ما لي أرى علماءكم يذهبون ، و جهلائكم لا يتعلمون ، وأراكم قد أقبلتم على ما تُكفّل لكم به ، وتركتم ما أمرتم به ، ألا إن قومًا بنوا شديدًا ، وجمعوا كثيرًا ، وأمَّلُوا بعيدًا ، فأصبح بنيانهم قبورًا ، وأملهم غرورًا ، وجمعهم بورًا ، ألا فتعلّموا وعلِّموا ؛ فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء ، ولا خير في الناس بعدهما ".
موقفه يوم فتح قبرص
عن جبير بن نفير قال : لما فتحت قبرص فُرِّق بين أهلها ، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي ، فقلت : يا أبا الدرداء ، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟!
قال : ويحك يا جبير ! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره.
أثره في الآخرين (دعوته وتعليمه)
روي أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان : "يا أخي ، اغتنم صحتك وفراغك قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع العباد ردَّه ، واغتنم دعوة المبتلى . يا أخي ، ليكن المسجد بيتك ؛ فإني سمعت رسول الله يقول : " المساجد بيت كل تقي "، وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله . ويا أخي ، ارحم اليتيم وأدنه وأطعمه من طعامك؛ فإني سمعت رسول الله يقول وقد أتاه رجل يشتكي قساوة قلبه ، فقال رسول الله : " أتحب أن يلين قلبك ؟" فقال : نعم . قال : " أدن اليتيم منك ، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك ؛ فإن ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك ". ويا أخي ، لا تغترن بصحبة رسول الله ؛ فإنا عشنا بعده دهرًا طويلاً ، والله أعلم بالذي أصبنا بعده ".
وعن أبي قلابة أن أبا الدرداء مر على رجلٍ قد أصاب ذنبًا فكانوا يسبونه ، فقال : " أرأيتم لو وجدتموه في قَلِيبٍ ، ألم تكونوا مستخرجيه؟!
قالوا: بلى .
قال: " فلا تسبُّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم ".
كان أبو الدرداء حكيمًا وأيَّ حكيم، ومن بستان حكمته قوله: " لو أن رجلاً هرب من رزقه كما يهرب من الموت ، لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".
و قوله : "من كثر كلامه كثر كذبه ، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه ".
وقال أيضًا : " من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه ، فقد قلَّ علمه وحضر عذابه ، ومن لم يكن غنيًّا عن الدنيا فلا دنيا له ".
موقف الوفاة
عن أم الدرداء - رضي الله عنها- أن أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا ؟! من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟! من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟! ثم يقول : {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الأنعام: 110] .
مات أبو الدرداء سنة اثنتين و ثلاثين من الهجرة بدمشق ، وقيل : سنة إحدى وثلاثين . م ن
عيون ساره مـشـرفـه ~
~[ عدد المشاركات [~ : 535 ~[ تاريخ الميلاد [~ : 29/03/1989 ~[ تاريخ التسجيل [~ : 22/04/2011 ~[ العمر[~ : 35
موضوع: رد: أبو الدرداء رضي الله عنه الإثنين فبراير 20, 2012 11:39 pm