البيان رقم (4)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وثيقة النهايه
لقد طالعت بامعان وتدقيق وثيقة الازهر لمصر ما بعد الثوره ووجدت ان بها امورا لا يمكن اغفالها وترك التعليق عليها خاصه لمن يقرأ المضمون الموجود داخل الوثيقه ، فانها تشمل _برغم لغتها الرصينه _على عبارات تسمى فى علم المضمون بالعبارات الكارثيه منها على سبيل المثال :
1- تقول الوثيقه : تكون سلطة التشريع فيها _ الدوله_ لنواب الشعب بما يتوافق مع المفهوم الاسلامى الصحيح
فان هذه اول مره فى تاريخ الازهر يعلق فيها بأن التشريع من سلطة نواب الشعب ونحن نعرف ان سلطة التشريع فى الاسلام من الاسلام نفسه و من علمائه و من مدارسهم الفقهيه العظيمه ومن اجماع الامه ومن القياس والمصالح المرسله الى اخره ..
اما حكاية بما يتوافق مع المفهوم الاسلامى الصحيح فهى من باب الفبركه اللفظيه الخاليه من المعنى فما هو المفهوم !! ونحن نتكلم عن التشريع وما دخل المفهوم فى التشريع !! وهل لن يبقى من الاسلام فى المستقبل الا المفهوم !! ومن يعرف طرفا من لغة العرب يعرف ان المفهوم يختلف باختلاف الناس من حيث التربيه والنشأه والتعليم ثم أن الدول تقوم على الشرائع ولاتقوم على المفاهيم .
2- تقول الوثيقه : لم يعرف الاسلام لا فى تشريعاته ولا حضارته ولا تاريخه ما يعرف فى الثقافات بالدوله الدينيه الكهنوتيه التى تسلطت على الناس .
هذه التركيبه اللفظيه وضعت بمنتهى العنايه _ الدوله الدينيه الكهنوتيه _ واقول للذين وضعوا الوثيقه لايمكن لكم ان تمرروا امرا خطيرا من خلال الاعتماد على فنية استخدام الالفاظ . فبالفعل الاسلام لايعرف الدوله الدينيه الكهنوتيه ولكنه يعرف الدوله الدينيه التى تقوم على الاسلام ويسودها العدل ويحصل كل فرد فيها على العدل بصرف النظر عن دينه ونحلته بل يقيم شعائر دينه بحريه لا تنتقص ومازال علماء اليهود يتحدثون عن افضل فترات حياتهم فى ظل الخلافه العثمانيه والدوله الدينيه عاشت بالاسلام ثلاثه عشر قرنا من الزمان واذا احتكمنا الى الحضاره والتاريخ فان الامر يختلف عما ذكرته وثيقة الازهر فالدوله قامت على التشريع الاسلامى ثلاثمائة(300) عام فى المدينه مع انتقال دار الخلافه من مكان لاخر على هدى دولة المدينه ثم ثمانمائه(800) عام فى الاندلس فى الغرب وازاها فى الشرق ربعمائه(400) عام لدولة السلاجقه الاتراك بالتحالف مع الدوله العباسيه ثم تسلم العثمانين الرايه من السلاجقه حتى عام 1924تاريخ سقوط الخلافه العثمانيه فالدوله الدينيه حقيقه واقعه فى الاسلام والتاريخ والحضاره ومازلنا نفاخر بها العالم حتى اليوم .
ان الحقيقه ان الغرب الصليبى المسيطر الان يريد ان يحذف من اذهان المسلمين فكره قيام دوله على الاسلام ونجاحها اى انه يريد ان ييأسهم من هذه الفكره ويطرح مكانها الدوله العلمانيه التى لاترعى حرمة شريعه او دين .
ولقد تعرض الازهر الشريف لكثير من الضغوط الداخليه والخارجيه فتغيرت مناهجه وتحولت بعض كليات الازهر الى معاهد متوسطه لخفض المنتج حسب توصيات تقرير 11 سبتمبر وكنت اتمنى ان تعيد الثوره الازهر الى عهد فضيلة الامام الاكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق .
وقد تم فى عهد النظام السابق تفريغ الازهر من محتواه وهذه الوثيقه ترفع عنه مجرد الرمزيه حين يعلن الازهر ان التشريع من سلطة نواب الشعب وان الاسلام لايعرف الدوله الدينيه .
لقد تجمعت كثير من السحب السوداء التى تحمل الكثير من الاشعاعات السامه فى سماء الازهر حتى اصبحنا لانرى شمسا ولا قمرا ولا نجوما ومع هذا يبقى الامل فى الله تعالى ان تنقشع هذه السحب وتظهر شمس الازهر من جديد لتملأ العالم نورا وعلما ويعود الازهر الى ماضيه التليد .
ا.د/ محمد ابوزيد الفقى
استاذ الدعوه والثقافه الاسلاميه بجامعة الازهر الشريف
والمرشح لرئاسة الجمهوريه